ولما كان هذا الإنكار للشمس بعد شروقها، ومكابرة فيما تحدى به من المعجزات بعد حقوقها، أشار إليه بقوله :﴿قل﴾ أي لهم إرخاء للعنان حتى كأنك ما أتيتهم بشيء :﴿إنما الآيات عند الله﴾ أي الذي له الأمر كله فلا يقدر على إنزال شيء منها غيره، فإنما الإله هو لا سواه ﴿وإنما أنا نذير﴾ أقوم لكم بما حملني وكلفني من النذارة، دالاً عليه بما أعطيت من الآيات، على أن
٥٦٧
المقصود من الآية الدلالة على الصدقن وهي كلها في حكم آية واحدة في ذلك، ولم يذكر البشارة لأنه ليس أسلوبها ﴿مبين*﴾ أي اوضح ما آتى به من ذلك بعد أن أوضح صحة كوني نذيراً، فليس إليّ إنزال الآيات ولا طلبها اقتراحاً على الله، فهو قصر قلب فيهما، خوطب به من لزمه ادعاء أن إنزال الآيات إليه ﷺ وأن أمره الإتيان بما يريد أو يطلب منه.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٥٦٥