وقال الزمخشري فيما ذكره من عند سنيد أنه كان يوم الحديبية فإنه قال بعد أن ساق نحو ما مضى : فثقال لهم أبو بكر رضي الله عنه - يعني للمشركين : لا يقرنّ الله أعينكم! فوالله لتظهرن الروم على فارس بعد بضع سنين، فقال له أبي بن خلف : كذبت يا أبا فضيل! اجعل بيننا وبينك أجلاً أناحبك عليه.
- والمناحبة : المراهنة - فناحبه على
٥٨٦
- عشر قلائص - من كل واحدة منهما، وجعل الأجل ثلاث سنين، فأخبر أبو بكر رضي الله عنه رسول الله ﷺ فقال : البضع ما بين الثلاث إلى التسع، فزايده في الخطر ومادّه في الأجل، فجعلاها مائة قلوص إلى تسع سنين، ومات أبي من جرح رسول الله ﷺ يعني الذي جرحه به رسول الله ﷺ في أحد، فظهرت الروم على فارس يوم الحديبية، وذلك عند رأس سبع سنين.
وقيل : كان النصر يوم بدر للفريقين، فأخذ ابو بكر رضي الله عنه الخطر من ذرية أبي، وجاء به إلى رسول الله ﷺ فقال :"تصدق به" - انتهى.
وربما أي دالقول بأنه سنة الحديبية سنة ست ما في الصحيحين عن ابن عباس رضي اله عنهما عن أبي سفيان رضي الله عنهم في كتاب النبي ﷺ 'لى هرقل وسؤال هرقل لأبي سفيان رضي الله عنه، ووفيه أن ذلك لما كشف الله عن قيصر جنود فارس ومشى من حمص إلى إيلياء شكراً لما أبلاه الله، ومن المعلموم أن كتاب النبي ﷺ إليه وإلى غيره من الملوك كان بعد الرجوع من الحديبية، وهذه الآية من الآيات البينهة الشاهدة الصادقة على صحة النبوة، وأن القرآن من عند الله نزل بالحق المبين، لأنها إنباء عن علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى فطابقه الواقع.
وقال ابن الجوزي : وفي الذي تولى وضع الرهان من المشركين قولان : أحدهما أبي بن خلف - قاله قتادة، والثاني ابو سفيان بن حرب - قاله السدي - انتهى.