الكبير - قال الهيثمي : ورجاله الصحيح غير خلاد بن عيسى وهو ثقة - عن خالد ابن سعيد بن العاص عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال : قدمت بكر بن وائل مكة فقال رسول الله ﷺ لأبي بكر رضي الله عنه :"ائتهم فاعرض عليهم!" فأتاهم فقال : من القوم ؟ ثم عاد إليهم ثانية فقال : من القوم ؟ فقالوا : بنو ذهل بن شيبان، فعرض عليهم الإسلام، قالوا : حتى يجيء شيخنا فلان - قال خلاد : أحسبه قال : المثنى بن خارجة - فلما جاء شيخهم عرض عليهم أبو بكر رضي الله عنه، قال : إن بيننا وبين الفرس حرباً، فإذا فرغنا مما بيننا وبينهم عدنا فنظرنا، فقال له ابو بكر : أرأيت إن غلبتموهم أتتبعنا على أمرنا ؟ قال : لا نشترط لك هذا علينا ولكن إذا فرغنا فيما بيننا وبينهم عدنا فنظرنا فيما نقول، فلما التقوا يوم ذي قار هو والفرس قال شيخهم : ما اسم الرجل الذي دعاكم إلى الله ؟ قالوا : محمد، قال : فهو شعاركم! فنصروا على القوم، فقال رسول الله ﷺ :" بي نصروا " انتهى.
ومن الأشعار في وقعة ذي قار قول أبي كلبة التميمي :
لولا فوارس لا ميل ولا عزل من اللهازم ما قظتم بذي قار إن الفوارس نم عجل هم أنفوا بأن يخلّوا لكسرى عرصة الدار قد أحسنت ذهل شيبان وما عدلت في يوم ذي قار فرسان ابن سيار هم الذين أتوهم عن شمائلهم كما تلبّس وراد بصدار
وقال الأعشى :
فدى لبني ذهل بن شيبان ناقتي وصاحبها يوم اللقاء وفلت هم ضربوا بالحنو حنو قراقر مقدمة الهامرز حتى تولت
ولما أخير بإدالة الروم بعد الأدلة عليهم مع ما دخل تحت مفهوم الآية، وكان ربما قيل : ما له لم يدم نصر أهل الكتاب ؟ علل ذلك كله بقوله " ﴿ينصر من يشاء﴾ من
٦٠٠
ضعيف وقوي، لأنه لا مانع له ولا يسأل عما يفعل ﴿وهو العزيز﴾ فلا يعز من عادى، ولا يذل من والى، ولما كان هذا السياق لبشارة المؤمنين قال :﴿الرحيم﴾ أي يخص حزبه بما ينيلهم قربة من الأخلاق الزكية، والأعمال المرضية.