جزء : ٥ رقم الصفحة : ٦١٥
ولما بان من هذا أنه المتفرد في الملك بشمول العلم وتمام القدرة وكمال الحكمة، اتصل بحسن أمثاله وإحكام مقاله وفعاله قوله :﴿ضرب لكم﴾ أي بحكمته في أمر الأصنام وبيان إبطال منشرك بها وفساد قوله بأجلى ما يكون من التقرير :﴿مثلاً﴾ مبتدئاً ﴿من أنفسكم﴾ التي هي أقرب الأشياء إليكم، فأنتم لما تذكرون به أجدر بأن تفهموه.
ولما كان الحاصل المثل أنه لا يكون كمالك، وكان التقرير أقرب إلى التذكير وابعد عن التنفير، قال منكراً مربخاً مقرراً :﴿هل لكم﴾ أي يا من عبدوا مع الله بعض عبيده ﴿من ما﴾ أي من بعض ما ﴿ملكت أيمانكم﴾ أي من العبيد أو الإماء الذين هم بشر مثلكم، وعم في النفي الذي هو المراد بالاستفهام بزيادة الجار بقوله :﴿من شركاء﴾ أي في حالة من الحالات يسوغ لكم بذلك أن تجعلوا لله شركاء، ونبه على ما في إيجاد الرزق ثم قسمته بين الخلق وغير ذلك من شؤونه بقوله : التفاتاً بعد طول التعبير بالغيبة التي قد يتوهم معها بعد - إلى التلكم بالنون الدال مع القرب على العظمة ولذة الإقبال بالمخاطبة :﴿فيما رزقناكم﴾ أى لما لنا من العظمة من مال أو جاه مع ضعف ملككم فيه.
ولما كانت الشركة سبباً لتساوي الشريكين في الأمر المشترك قال :﴿فأنتم﴾ أي معاشر الأحرار والعبيد.