ولما كان رما توهم أن " من شركاء " صفة لأولاد من سرارريهم، قد مالصلة دفعاً لذلك فقال :﴿فيه﴾ أى الشيء الذي وقعت فيه الشركة من ذلك الرزق خاصة لا غيره من نسب أو حسب ونحوهما أو خفة فب بدن أو قلب أو طول في عمر ونحوها، وأما أولادهم من السراري فربما ساووهم في ذلك وغيره من النسب ونحوه، والعبيد ربما ساووهم في قوة البدن وطول العمر أو زادوا ﴿سواء﴾ ثم بي المساواة التي هي أن يكون حكم أحد القبيلين في المشترك على السواء كحكم الآخر لا يستبد أحدهما عن الآخر بشيء بقوله :﴿تخافونهم﴾ أي معاشر السادة في التصرف في ذلك الشيء المشترك.
٦١٩
ولما كانت أداة التشبيه أدل، أثبتها فقال :﴿كخيفتكم أنفسكم﴾ أي كما تخافون بعض من تشاركونه ممن يساويكم في الحرية والعظمة أن تتصرفوا في الأمر المشترك بشيء لا يرضيه وبدون إذن، فظهر أن حالكم في عبيدكم مثل له فيمن أشركتموهم به موضح لبطلانه، فإذا لم ترضوا هذا لأنفسكم وهو أن يستوي عبيدكم معكم ف يالملك فكيف ترضونه بخالقكم في هذه الشركاء التي زعمتموها فتسوونها به وهي من أضعف خلقه أفلا تستحيون ؟.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٦١٩
ولما كان هذا المثال، في الذروة من الكمال، كان السامع جديراً بأن يقول : جل ألله! ما أعلى شأن هذا البيان! هل يبين كل شيء هكذا ؟ فقال :﴿كذلك﴾ أي مثل هذا البيان العالي ﴿نفصل﴾ أى نبين، لأن الفصل هو الميز وهو البيان، وذلك على وجه عظيم - بما اشار إليه التضعيف مع التجديد والاستمرار :﴿الآيات﴾ أي الدلالات الواضحات.
ولما كان البيان لا ينفع المسلوب قال :﴿لقوم يعقلون*﴾ إشارة إلىأنهم إن لم يعلموا بمقتضى ذلك كانوا مجانين، لأن التمثيل يكشف المعاني بالتصوير والتشكيل كشفاً لا يدع لبساً، فمن خفي عليه لم يكن له تمييز.