وأما عمل القلب فلا رضى فيه بدون الغاية، فلذا كان " يقنت " مذكراً لا من العظمة على قراءة الجماعة بالنون، وقراءة حمزة والكسائي بالتحتانية على أن الضمير لله ﴿أجرها مرتين﴾ أي بالنسبة إلى أجر غيرها من نساء بقية الناس ﴿وأعتدنا﴾ أي هيأنا
١٠٠
بما لنا من العظمة وأحضرنا ﴿لها﴾ بسبب قناعتها مع النبي ﷺ المريد للتخلي من الدنيا التي يبغضها الله مع ما في ذلك من توفير الحظ في الآخرة ﴿رزقاً كريماً*﴾ أي في الدنيا والآخرة، فلا شيء أكرم منه لأن ما في الدنيا منه يوفق لصرفه على وجه يكون فيه أعظم الثواب، ولا يخشى من أجله نوع عتاب فضلاً عن عقاب، وما في الآخرة منه لا يوصف ولا يحد، ولا نكد أصلاً ولا كد.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٩٧
ولما كان لكل حق حقيقة، ولكل قول صادق بيان، قال مؤذناً بفضلهن :﴿يا نساء النبي﴾ أي الذي لأنتن من أعلم الناس بما بينه وبين الله من الإنباء بدقائق الأمور وخفايا الأسرار وما له من الزلفى لديه ﴿لستن كأحد من النساء﴾ قال البغوي : ولم يقل : كواحدة، لأن الأحد عام يصلح للواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث - انتهى، فالمعنى كجماعات من جماعات النساء إذا تقصيت أمة النساء جماعة دماعة لم توجد فيهن جماعة تساويكن في الفضل لما خصكن الله به من قربة بقرب رسول الله ﷺ، ونزول الوحي الذي بينه وبين الله في بيوتكن.


الصفحة التالية
Icon