ذكر فصير رجلاً ﴿وكان الله﴾ أي الذي له كل صفة كمال أزلاً وأبداً ﴿بكل شيء﴾ من ذلك وغيره ﴿عليماً﴾ فيعلم من يليق بالختم ومن يليق بالبدء، قال الأستاذ ولي الدين الملوي في كتابه حصن النفوس في سؤال القبر : واختصاصه ﷺ بالأحمدية والمحمدية علماً أن الحمد لله رب العالمين، وقد بين السهيلي هذا في سورة الحواريين من كتاب الإعلام - انتهى.
وقد بينت في سورة النحل أن مدار مادة على بلوغ الغاية وامتطاء النهاية.
ولما كان ما أثبته لنفسه سبحانه من إحاطة العلم مستلزماً للإحاطة بأوصاف الكمال، وكان قد وعد من توكل عليه بأن يكفيه كل مهم، ودل على ذلك بقصة الأحزاب وغيرها وأمر بطاعة نبيه ﷺ وتقدم بالوصية التامة في تعظيمه إلى أن أنهى الأمر في إجلاله، وكانت طاعة العبد لرسول الله ﷺ من كل وجه حتى يكون مسلوب الاختبار معه، فيكون بذلك مسلماً لا يحمل عليها إلا طاعة الله، وكانت طاعة الله كذلك لا يحمل عليها إلا دوام ذكره، قال بعد تأكيد زواجه ﷺ لزينب رضي الله عنها بأنه هو سبحانه زوجه إياها لأنه قضى أن لا نبوة بينه وبين أحد من رجال أمته توجب حرمة زوج الولد :﴿يا أيها الذين آمنوا﴾ أي ادعوا ذلك بألسنتهم ﴿اذكروا﴾ أي تصديقاً لدعواكم ذلك ﴿الله﴾ الذي هو أعظم من كل شيء ﴿ذكراً كثيراً﴾ أي بأن تعقدوا له سبحانه صفات الكمال وتثنوا عليه بها ألسنتكم، فلا تنسوه في حال من الأحوال ليحملكم ذلك على تعظيم رسوله ﷺ حق تعظيمه، واعتقاد كماله في كل حال، وأنه لا ينطق عن الهوى، لتحوزوا مغفرة وأجراً عظيماً، كما تقدم الوعد به.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١١١