- للذي قال - ﴿الحق وهو العلي الكبير﴾ فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع هكذا يعضه فوق بعض - ووصفه سفيان بكفه فحرفها وبدد بين أصابعه - فيسمع الكلمة ويلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يليقها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة فيقال : أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا، فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء" وقال في التوحيد : وقال مسروق عن ابن مسعود رضي الله عنهما :"وإذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات فإذا فزع عن قلوبهم وسكن الصوت عرفوا أن الحق ونادوا ماذ ا قال ربكم قالوا الحق" وروى لكل قبيل من الجن مقعد من السماء يسمعون فيه الوحي، وفيه : فلا ينزل على سماء إلا صفقوا، وفي آخره : ثم يقال : يكون العام كذا ويكون العام كذا، فتسمع الجن ذلك فتخبر به الكهنة الناس فيجدونه كما قالوا، فلما بعث الله رسوله ﷺ دحروا، فقالت العرب : هلك من في السماء، فذكر ذبح العرب لأموالهم من الإبل وغيرها، حتى نهتهم ثقيف، واستدلوا بثبات معلم النجوم، ثم أمر إبليس جنده بإحضار التراب وشمه حتى عرف أن الحدث من مكة.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١٧٤
ولما سلب عن شركائهم أن يملكوا شيئاً من الأكوان، وأثبت جميع الملك له وحده، أمره ﷺ بأن يقررهم بما يلزم منه ذلك فقال :﴿قل من يرزقكم﴾ ولما كان كل شيء من الرزق متوقفاً على الكونين، وكان في معرض الامتنان والتوبيخ جمع لئلا يدعي أن لشيء من العالم العلوي مدبراً غيره سبحانه فقال :﴿من السماوات﴾ وقال :﴿والأرض﴾ بالإفراد لأنهم لا يعلمون غيرها.
١٧٧