جزء : ٦ رقم الصفحة : ٢٦٨
ولما كان التمتع لا يكمل إلا مع العلو الممكن من زيادة العلم الموجب لارتياح
٢٧٠
النفس وبهجة العين بانفساح البصر عند مد النظر، قال :﴿على الأرائك﴾ أي السرر المزينة العالية التي هي داخل الحجل، قال البغوي : قال ثعلب : لا يكون أريكة حتى يكون عليها حجلة، وقال ابن جرير : الأرائك : الحجال فيها السرر، وروى أبو عبيد في كتاب الفضائل عن الحسن قال : كنا لا ندري ما الأرائك حتى لقينا رجلاً من أهل اليمن فأخبرنا أن الأريكة عندهم الحجلة فيها السرير.
وهذا جزاء لما كانوا يلزمون المساجد ويغضون الأبصار ويضعون نفوسهم لأجلنا ﴿متكئون*﴾ كما كانوا يدأبون في الأعمال قائمين بين أيدينا في أغلب الأحوال، والاتكاء : الميل على شق مع الاعتماد على ما يريح الاعتماد عليه، أو الجلوس مع التمكين على هيئة المتربع، وقراءته بضم الكاف وحذف الهمزة أدل على التربع وما قاربه، وقراءة كسر الكاف وضم الهمزة أدل على القرب من التمدد لما فيها من الكسرة، فإنه يقال كما نقله أبو عبد الله القزاز : اتكأت الرجل اتكاء - إذا وسدته أي جعلت له وسادة، أي محذة يستريح عليها.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٢٦٨
ولما قدم المعاني التي توجب أكل الفاكهة، أتى بها فقال :﴿لهم﴾ أي خاصة بهم ﴿فيها فاكهة﴾ أي لا تنقطع أبداً، فلا مانع لهم من تناولها، ولا يوقف ذلك على غير الإرادة.


الصفحة التالية
Icon