ولما كانت الفاكهة قد تطلق على ما يلذذ، صرح بأن ذلك هو المراد، فقال معبراً بالعطف لتكون الفاكهة مذكروة مرتين خصوصاً وعموماً :﴿ولهم﴾ ولما كان السياق لأصحاب الجنة الذين تفهم الصيحة أنهم فيها دائماً وإن كانوا في الدنيا، أعري الكلام من الظرف ليفهم إجابة دعائهم في الدنيا وإنالتهم جميع مرادهم في الدارين فقال :﴿ما يدعون﴾ أي الذي يطلبون طلباً أما إخراجاً لما قد يهجس في النفس من غير عزم عليه إن كان المراد في الجنة من غير كلام الله كالمآكل والمشارب ونحوها، وإما إظهار للاهتمام إن كان المراد أنه كلامه سبحانه، وذلك لأجل ما كانوا في الدنيا يفطمون أنفسهم عن الشهوات عزوفاً عما ينفى، وطموحاً إلى ما عندنا من الباقيات الصالحات، ثم فسر يدعونه - أي يطلبونه - بغاية الاشتياق إليه أو استأنف الإخبار عنه بقوله :﴿سلام﴾ أي عظيم جداً لا يكتنه وصفه، عليكم يا أهل الجنة، كائن هو أو
٢٧١


الصفحة التالية
Icon