يقول : فما حال من يتولى الولد ؟ - قال القشيري : والمحال على جهة افبعاد أن لو كان كيف حكمه - :﴿لو أراد الله﴾ أي الذي له الإحاطة بصفات الكمال ﴿أن يتخذ﴾ أي يتكلف كما هو دأبكم، ولا يسوغ في عقل أن الإله يكون متكلفاً ﴿ولداً﴾ أي كما زعم من زعم ذلك، ولما كان الولد لا يراد إلا أن يكون خياراً، وكان الله قادراً على كل شيء، عدل عن أن يقول ﴿لاتخذ﴾ إلى قوله :﴿لاصطفى﴾ أي اختار على سبيل التبني ﴿مما يخلق﴾ أي يبدعه في أسرع من الطرف، وعبر بالأداة التي أكثر استعمالها فيما لا يعقل إشارة إلى أنه قادر على جعل أقل الأشياء أجلّها على سبيل التكرار والاستمرار - كما أشار إليه التعبير بالمضارع فقال :﴿ما يشاء﴾ أي مما يقوم مقام الولد فإنه لا يحتاج إلى التطوير في إيتان الولد من لا يقدر على الإبداع بغير ذلك.


الصفحة التالية
Icon