ما هذه تحتكم ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم ؟ قال : أرض قال : أتدرون ما تحتها ؟ قلنا الله ورسوله أعلم! قال : أرض أخرى، أتدرون كم بينها ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم! قال : مسيرة سبعمائة عام حتى عد سبعين أرضين، ثم قال : وأيم الله لو دليتم بحبل لهبط، ثم قرأ :
٥٠
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٤٥
﴿هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم﴾ [الحديد : ٣] قال : رواه الترمذي غير أنه ذكر أن بين كل أرض والأرض الأخرى خمسمائة عام، وهنا سبعمائة، وقال في آخره :" لو دليتم بحبل لهبط على الله " ولعله أراد : هلى عرش الله أو على حكمه وعلمه وقدرته، يعني أنه في ملكه وقبضته ليس خارجاً عن شيء من أمره - والله أعلم، ورأيت في جامع الأصول لابن الأثير بعد إيراده هذا الحديث ما نصه قال أبو عيسى قراءة رسول الله ﷺ الآية تدل على أنه أراد : لهبط على علم الله وقدرته وسلطانه ويكون مؤيداً للقول بأنها كرات متطابقة متداخلة - والله أعلم - ما روى أن النبي ﷺ قال :"ما السماوات السبع والأرضون السبع في العرش إلا كحلقة ملقاة في فلاه" ولم يقل : كدرهم - مثلاً، وكذا ما روى محمد بن أبي عمر وإسحاق بن راهويه وأبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حنبل وابن حيان عن أبي ذر رضي الله عنه حديثاً طويلاً فيه ذكر الأنبياء، وفيه أن النبي ﷺ قال :"تدري ما مثل السماوات والأرض في الكرسي ؟ قلت : لا إلا أن تعلمني مما علمك الله عز وجل، قال : مثل السماوات والأرض في الكرسي كحلقة ملقاة في فلاة، وإن فضل الكرسي على السماوات والأرض كفضل الفلاة على تلك الحلقة ".


الصفحة التالية
Icon