ولما ذكر أنهم جعلوا له أنداداً مع أنه خلق الأرض في يومين، وختم ذلك بأن أحسن الحسن الدعاء إلى الله، وختم الأمر بالدعاء بصفة العلم، أتبعه دلائل التوحيد إعلاماً بأن التوحيد أحسن الحسن يطرد كل شيء، وتنبيهاً على أن الدعوة إلى الله تعالى
٥٧٤
عبارة عن تنوير الدلائل الدالة على الذات والصفات، وذلك ببيان الأفعال وآثارها وهو العالم بجميع ما فيه من الأجزاء والأبعاض جوهراً وعرضاً، وبدأ بذكر الفلكيات لأنها ادل، فقال عاطفاً على ما تقديره : فمن آياته الناشئة عن شمول علمه المستلزم لشمول قدرته المنتجة لإعادته لمن يريد ونفوذ تصرفه في كل ما يشاء المستلزم لتفرده بالإلهية أنه خلق الخافقين كما مضى في ستة أيام :﴿ومن آياته﴾ الدالة على وحدانيته :
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٥٧٣
وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد
ولما كانت الظلمة عدماً والنور وجوداً والعدم مقدم قال :﴿الليل والنهار﴾ أي الدالان باختلافهما وهيئتهما على قدرته على البعث وعلى كل مقدور ﴿والشمس والقمر﴾ اللذان هما الليل والنهار كالروح لذوي الأجساد، وهذه الموجوات - مع ما مضى من خلق الخافقين - كتاب الملك الديان، إلى الإنس والجان، المشهود لهم بالعيان كما قيل يا إنسان :
تأمل سطور الكائنات فإنها من الملك الأعلى إليك رسائل وقد خط غيها لو تأملت خطة إلا كل شيء ما خلا الله باطل


الصفحة التالية
Icon