ولما كان ذلك يقتضي المعالجة، قال عاطفاً على ما تقديره : فلولا قدرة الله ولطفه لما اجتمعوا بعد الفرقة أبداً :﴿ولولا كلمة﴾ أي لا تبديل لها ﴿سبقت﴾ أي في الأزل
٦١١
بتأخيرهم إلى آجالهم.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٦١١
ولما كان إمهالهم والرفق بهم رحمة لهم، بين أن ذلك إنما هو لأجل خير الخلق ليكونوا أتباعاً فيزدادوا لذلك شرفاً، وأفرده بالذكر تنبيهاً على ذلك فقال مؤنساً له ﷺ بلفت الكلام إلى صفة الإحسان إرضاء له بما يرجوه في امته، وزاد١لك بالإضافة إلى ضميره فأفهم أن إحسانه إليهم إحسان يليق بمقامه، ويلتئم بمراده الشريف ومرامه :﴿من ربك﴾ أي المحسن إليك بجعلك خير الخلائق وإمامهم، سبقت الكلمة بإمهالهم ﴿إلى أجل مسمى﴾ ضربه لآجالهم ثم لجمعهم في الآخرة ﴿لقضي﴾ على أيسر وجه وأسهله ﴿بينهم﴾ حين الافتراق بإهلاك الظالم وإنجاء المحق.