وعن العباس رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله! إن قريشاً إذا لقي بعضهم بعضاً لقوهم ببشر حسن وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها، فغضب النبي ﷺ غضباَ شديداً وقال :"والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ورسوله"، وعنه أنه دخل على رسول الله ﷺ فقال : إنا لنخرج فنرى قريشاً تحدث، فإذا رأونا سكتوا، فغضب رسول الله ﷺ ودر عرق بين عينيه، ثم قال :"والله لا يدخل قلب امرئ مسلم إيمان حتى يحبكم لله ولقرابتي" وعبر في المنقطع بأداة الاستثناء إعراقاً في النفي بالإعلام بأنه لا يستثني أجر اصلاً إلا هذه المودة إن قدر أحد أنها تكون أجراً، ويجوز أن تكون " إلا " بمعنى " غير " فيكون من باب :
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب
فمن كان بينه وبين أحد من المسلمين قرابة فهو مسؤول أمن يراقب الله في قرابته تلك، فيصل صاحبها بكل ما تصل قدرته إليه من جميع ما أمره الله به من ثواب أو عقاب، فكيف بقرابة النبي ﷺ فانه قال ﷺ فيما رواه الطبراني وأبو نعيم في الحيلة عن أبي ذر رضي الله عنه :"مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح عليه الصلاة والسلام، من ركب فيها نجا، ومن تخلف عنها هلك" وقال فيما رواه في الفردوس عن ابن عباس رضي الله عنهما :"أصحابي بمنزلة النجوم في السماء بأيهم اقتديتم اهتديتم ".
قال الأصبهاني : ونحن الآن في بحر التكليف محتاجون إلى السفينة الصحيحة والنجوم الزارهة، فالسفينة حب الآل، والنجوم حب الصحب، فنرجو من الله السلامة والسعادة بحبهم في الدنيا والآخرة - والله أعلم.
٦٢٤