والبراهين الباهرة ببيان ما هو مقصودها بحيث لم يبق فيه لبس، وكان مقصودها آئلاً إلى سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وهو التوحيد اللام منه إحاطة العلم بكل شيء وشمول القدرة لكل شيء ختمت بما ختمت به إبراهيم إلا أن لحواميم لباباً، حذف المبتدأ ومتعلق الخبر وقيل :﴿بلاغ﴾ أي هذا الذي ذكر هنا هو من الظهور وانتشار النور بحيث يرد المنذرين ويوصلهم إلى رضى العزيز الحكيم الكافل بالنور الدائم والنعيم المقيم، ومن لم يوصله فذلك الذي حكم العزيز بشقائه فلا حيلة لغيره في شفائه من عظيم دائه، ولذلك سبب عن كونه بلاغاً قوله زيادة على ختام إبراهيم ما يناسب
١٤٦
مطلعها :﴿فهل يهلك﴾ بني للمفعول من أهلك، لأن المحذور الهلاك وإن لم يعين المهلك، وللدالة على أن إهلاكهم عليه سبحانه وتعالى يسير جداً ﴿إلا القوم﴾ الذين فيهم أهليه القيام بما يحاولنه من اللدد ﴿الفاسقون *﴾ أي العريقون في إدامة الخروج من محيط ما يدعو إليه هادي العقل والفطرة الأولى من الطاعة الآتي بها النقل إلى مضل المعصية الناهي عنها واعقل، وأما الذين فسقوا والذين يفسقون فإن هادي هذه السورة يردهم ويوصلهم إلى المقصود، فهذا الآخر نتيجة قوله أولها ﴿والذين كفروا عما أنذرووا معرضون﴾ وذكر اليوم الموعود هو الأجل الذي أوجد الخافقان لأجله وبسببه والدلالة على القدرة بخلقهما من غير إعياء هو ذكره أولهما أنهما ما خلقا إلا بالحق.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٤٤