وهو مروي عن قتادة ﴿رأيت﴾ أي بالعين والقلب ﴿الذين في قلبوهم مرض﴾ أي ضعف في الدين أو نفاق من الذين أقروا بالإيمان وطلبوا تنزيل القرآن وكانوا قد أقسموا بالله جهد أيمانهم : لئن أمرتهم ليخرجن ﴿ينظرون إليك﴾ كراهة لما نزل عليك بعد أن حرضوا على طلبه ﴿نظر المغشي عليه﴾ ولما كان للغشي أسبباب، بين أن هذا أشدها فقال تعالى :﴿من الموت﴾ الذي هو نهاية الغشي فهو لا يطرف بعينه بل هو شاخص لا يطرف كراهة للقتال من الجبن والخور.
ولما كان هذا أمراً منابذاً للإنسانية لأنه مباعد للدين والمروءة، سبب عنه أعلى التهيديد فقال متوعداً لهم بصورة الدعاء بأن يليهم المكروه :﴿فأولى﴾ أي أشد ميل وويل وانتكاس وعثار موضع لهم في الهلكة كائن ﴿لهم *﴾ أي خاص بهم، وفسرته بذلك لما تقدم في آخر الأنفال من أن مادة " ولى " تدور على الميل، فإذا كانت على صيغة أفعل التفضيل - وهو قول الأكثر - جاءت الشدة، قال الأصمعي : إنه فعل ماضٍ أي قاربهم ما يهلكهم وأولاجهم الله الهلاك، وقال الرضي في باب المعرفة والنكرة : إنه علم للوعيد
١٦٧
وفيه وزن الفعل فلذا منع من الصرف، وليس بأفعل تفضيل ولا أفعل فلاً ولا اسم فعل لأن أبا زيد حكى لحاق تاء التأنيث له فقالوا : أولاة الآن - كأرملة وهو من وله الشر أي قرنه حال، وقبوله للتاء لا يضر الوزن، لأن ذلك في علم آخر.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٦٧