ولما بين تسليطه الشيطان عليهم، بين سببه فقال :﴿ذلك﴾ أي الأمر البعيد من الخير وما دل عليه صريح العقل ﴿بأنهم﴾ أي بسبب أن هؤلاء المتولين ﴿قالوا للذين كرهوا ما﴾ أي جميع ما ﴿نزل الله﴾ أي الملك الأعظم على التدريج بحسب الوقائع تنزيلاً فيه إعجاز الخلق في بلاغة التركيب مع فصاحة المفردات وجزالتها مع السهولة في النطق والعذوبة في السمع والملاءمة للطبع كما يشهد به كل ذوق من الأغبياء والأذكياء على تباينهم في مراتب الغباوة والذكاء، وإعجاز آمخر لهم في رصانة المعنى وحمته، وثالث في مطابقته للحال الذي اقتضى نزوله مطابقة يعجز الخلق عن الإتيان بمثلها، ورابع بنظمه مع ما نزل قبله من الآيات، لا على ترتيب النزول، بل على ما اقتضته الحكمة التي تتضاءل دونها الأفكار، وتولى خاسئة من جلالتها على الأدبار، بصائر أولي
١٧١


الصفحة التالية
Icon