ولما كانت الصلاة مما يدخله الرياء، بين إخلاصهم بقوله :﴿ يبتغون ﴾ أي يطلبون بذلك وغيره من جميع أحوالهم بغاية جهدهم وتغليباً لعقولهم على شهواتهم وحظوظهم ﴿ فضلاً ﴾ أي زيادة في الخير ﴿ من الله ﴾ أي الذي له الإحاطة بصفات الكمال والجمال الذي أعطاهم ملكة الغلظة على الكفار بما وهبهم من جلاله والرقة على أوليائه بما أعطاهم من رحمته التي هيأهم بها للإحسان إلى عياله فنزعوا الهوى من صدورهم فصاروا يرونه وحده سيدهم المحسن إليهم لا يرون سيداً غيره، ولا محسن سواه.
ولما ذكر عبادتهم وطلبهم الزيادة منها ومن غيرها من فضل الله الذي لا يوصل إلى عبادته إلا بمعونته، أتبعه المطلوب الأعلى فقال :﴿ ورضواناً ﴾ أي رضاء منه عظيماً.
٢١٥


الصفحة التالية
Icon