ولما كان سبحانه مع كل بعلمه، وأقرب إليه من نفسه، فكان مع ذلك غيباً محضاً لكونه محتجباً برداء الكبر وإزار العظمة والقهر، وكان الإنسان لما غاب عنه نساء، ذكره مرهباً بقوله مستأنفاً أو معللاً مؤكداً تنبيهاً على ما في ذلك من الغرابة والعظمة التي يحق للإنسان مجاهدة نفسه لأجلها في الإيمان به والمواظبة على الاستمرار على استحضاره، لأن أفعال العاصي أفعال من ينكره :﴿إن الله﴾ أي الذي له الغحاطة بصفات الكمال.
ولما كان ما يتقدم فيه إما قولاً أو فعلاً قال :﴿سميع﴾ أي لأقوالكم أن تقولوها ﴿عليم *﴾ أي بأعمالكم قبل أن تعملوها.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٢٢١


الصفحة التالية
Icon