٢٤٠
عظمها وكثرة ما فيها ومن فيها.
ولما كان في سياق الرد عليهم والتبكيت لهم كان موضع التأكيد فقال :﴿وما في الأرض﴾ كذلك.
ولما كان المقام للتعميم، أظهر ولم يضمر لئلا يوهم الاختصاص بما ذكر من الخلق فقال :﴿والله﴾ أي الي له الإحاطة الكاملة ﴿بكل شيء﴾ أي مما ذكر ومما لم يذكر ﴿عليم *﴾.
ولما كان قولهم هذا صورته صورة المنة، قال مترجماً له مبكتاً لهم عليه معبراً بالمضارع تصويراً لحاله في شناعته، ﴿يمنون عليك﴾ أي يذكرون ذكر من اصطنع عندك صنيعة وأسدى إليك نعمة، إنما فعلها لحاجتك إليها لا لقصد الثواب عليها، لأن المن هو القطع - قال في الكشاف : لأنه إنما يسديها إليه ليقطع بها حاجته لا غير، من غير أن يعمد لطلب مثوبة، ثم يقال : من عليه ضيعة - إذا اعتده عليه منة وإنعاماً.
ولما كان الإسلام ظاهراً في الدين الذي هو الانقياد بالظاهر مع إذعان الابطن لم يعبر به، وقال :﴿إن أسلموا﴾ أي أوقعوا الانقياد للأحكام في الظاهر.