ولما أقسم الله على صدق وعده ووقوع الجزاء، عقب ذلك بتكذيبهم بالجزاء وازدرائهم فقال ﴿يسألون أيان يوم الدين﴾ ثم ذكر تعالى حال الفريقين وانتهاء الطريقين إلى قوله :﴿وفي الأرض آيات للموقنين﴾ فوبخ تعالى من لم يعمل فكره ولا بسط نظره فيما أودع سبحانه في العالم من العجائب، وأعقب بذكر إشارات إلى أحوال الأمم وما أعقبهم تكذيبهم، وكل هذا تنبيه لبسط النظر إلى قوله :﴿ومن كل شيء خلقنا﴾ بقوله :﴿كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون﴾ أي إن هذا دأبهم وعادتهم حتى كأنهم تعاهدا عليه وألقاء بعضهم إلى بعض فقال تعالى :﴿تواصوا به أم هم قوم طاغون﴾ أي عجباً لهم يف جريهم على التكذيب والفساد في مضمار واحد، ثم قال تعالى :﴿بل هم قوم طاغون﴾ أي أن علة تكذيبهم هي التي اتحدت فاتحد معلولها، والعلة طغيانهم وإظلام قلوبهم بما سبق ﴿ولو شئنا لأتينا كل نفس هداها﴾ ثم زاد نبيه عليه السلام أشياء مما ورد على طريقة تخييره عليه السلام في أمرهم من قوله تعالى :﴿فتول عنهم فما أنت بملوم﴾ ثم أشار تعالى بقوله :﴿وذكر فإن الكذرى تنفع المؤمنين﴾ إلى أن إحراز أجره عليه السلام إنما هو في التذكار والدعاء إلى الله تعالى، ثم ينفع الله بذلك من سبقت له السعادة ﴿إنما يتسجيب الذين يسمعون﴾ ثم أخبر نبيه عليه الصلاة والسلام بأن تكذيبه سينالهم قسط ونصيب مما نال غيرهم من ارتكب مرتكبهم، وسلك مسلكهم، فقال تعالى ﴿وإن للذين ظلموا ذنوباً مثل ذنوب أصحابهم﴾ إلى آخر السورة - انتهى.


الصفحة التالية
Icon