ولما كانت أظهر الآيات، سبب عن التبيه عليها الإنكار عليهم في ترك الاعتبار بها فقال :﴿أفلا تبصرون *﴾ أي بأبصاركم وبصائركم فتتأملوا ما في ذلك من الآيات وتتفكروا هل ترون أسباب أكثرها، فإن كل هذه آيات دالة على قدرة الصانع على كل ما يريد واختياره، وأنه ما خلق هذا لخلق سدى، فلا بد أن يجمعهم إليه للعرض عليه، فالموقنون لا يزالون ينظرون في أمثال هذا بعيون باصرة وأفهام نافذة، فكلما رأوا آية اعتبروا بها، فازدادوا إيماناً إلى إيمانهم، وإيقاناً مع إيقانهم، وأول نظرهم فما أودعوا من الآيات الحاجة، فمن تأملها
٢٧٦
علم أنه عبد، ومتى علم ذلك علم أن له رباً غير محتاج، ومن أبصر جميع الصفات والأسماء فنفذ فهمه في شفاف الكائنات، فارتقى إلى أعلى الدرجات.