ولما صور تكذيبهم بأشنع صورة، بين ويلهم ببيان ظرف وما يفعل فيه فقال :﴿يوم يدّعون﴾ أي يدفعون دفعاً عنيفاً بجفوة وغلظة من كل ما يقيمه الله لذلك، ذاهبين ومنتهين ﴿إلى نار جهنم﴾ وهي الطبقة التي تلقاهم بالعبوسة والكراهة والغليظ والزفير، وأكد المعنى وحققه بقوله :﴿دعاً *﴾ قال البغوي : وذلك أن خزنه جهنم يعلون أيديهم إلى أعناقهم ويجمعون نواصيهم إلى أقدامهم فم يدفعون دفعاً على وجوههم وزجاً في أقفيتهم، مقولاً لهم تبكيتاً وتوبيخاً :﴿هذه النار﴾ أي الجسم المحرق المفسد لما أتى عليه، الشاغل عن اللعب ﴿التي كنتم﴾ بجبلاتكم الفاسدة.
ولما كان تكذيبهم بها في أقصى درجات التكذيب، وكان سبباً لكل تكذيب، كان كأنه مقصور عليه فقال مقدماً للظرف إشارة إلى ذلك، ﴿بها تكذبون *﴾ أي في الدنيا على التجديد والاستمرار.