فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا كيف شاؤوا ويأسروننا كيف شاؤوا.
﴿
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٣٠٨
يوم لا يغني﴾
أي بوجه من الوجوه ﴿عنهم كيدهم﴾ الذي يرمونه بهذه الأقوال المتناقضة ﴿شيئاً﴾ أي من الإغناء في دفع شيء يكرهونه من الموت ولا غيره كما يظنون أنه يغني عنهم في غير ذلك من أحوال هذه الدار بتثبيط الناس عن اتباع القرآنبما يصفونه به من البهتان ﴿ولا هم ينصرون *﴾ أي لا يتجدد لهم نصر من أحد ما في ساعة ما.
ولما أفهم هذا الكلام السابق أن التقدير : فإن لكل ظالم في ذلك اليوم عذاباً لا يحيط به الوصف، فإن الإصعاق من أشد ما يكون من العذاب، عطف عليه قوله مؤكداً لما لهم من الإنكار أي ينصر عليهم المؤمنون وهم من الكثرة والقوة بحيث لا مطمع
٣٠٩
فيهم لأحد لا سيما لمن هم مثل في الضعف والقلة ﴿وإن﴾ وكان الأصل لهم، ولكنه أظهر تعميماً وتعليقاً للحكم بالوصف فقال :﴿للذين ظلموا﴾ أي أوقعوا الأشياء في غير مواقعها كما يقولون في القرن، ويفعلونه من العصيان ويعتقدون من الشرك والبهتان ﴿عذاباً دون ذلك﴾ أي غير عذاب ذلك اليوم الصعب المرير، أو أدنى رتبة منه، إن كان المراد بالعصفق ما يكون بعد البعث فبعذاب البزرخ في القبور، وإن كان المراد به الموت فيما يلقونه في الدنيا من عذابي بواسطتكم مثل تحيزكم إلى الأنصار في دار الهجرة ومعدن النصرة وصيرورتكم في القوة بحيث تناصبونهم الحرب، وتعاطونهم الطعن والضرب، فتكونوا بعد أن كنتم طوع أيديهم قذى في أعينهم وشجاً في حلوقهم ودحضاً لأقدامهم ونقضاً لإبرامهم، ومثل القحط الذي حصل لهم والسرايا التي لقيتموها فيها مثل سرية حمزة أسد الله وأسد رسوله، وعبيدة بن الحارث وعبيد الله بن جحش التي كانت مقدمة لغزوة بدر.


الصفحة التالية
Icon