تكذيبها بأعظم إيجاز وأجزل إيراد وأفخم عبارة وألطف إشارة، فبدأ بقصة قوم نوح بقوله :﴿كذبت قوم نوح﴾ إلى قوله :﴿ولقد تركناها آية فهل من مدكر فكيف كان عذابي ونذر﴾ ثم اتسمر في ذكر الأمم مع أنبيائهم حسبنا ذكروا في السورة الوارد فيها إخبارهم من ذكر أمة بعد أمة إلا أن الواقع هنا من قصصهم أوقع في الزجر وأبلغ في الوعظ وأعرق في الإفصاح بسوء منقلبهم وعاقبة تكذيبهم، ثم ختمت كل قصة بقوله :﴿فكيف كان عذاب ونذر﴾ وتخلل هذه القصص بقوله تعالى :﴿ولقد سيرنا القرآن للذكر فهل من مدكر﴾ وهي إشارة إلى ارتفاع عذر من تعلق باستصعاب الأمور على زواجره وتنبيهاته ومواعظه ويدعي بعد ذلك واستعلاقه فقيل له إنه ميسر قريب المرام، وهذا فيما يحصل عند التنبيه
٣٤٢
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٣٣٩