[الصافات : ١٨٠] فلما أخذوا بكل مأخذ فما أغنى ذلك عنهم قال تعالى في سورة القمر :﴿ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر﴾ ﴿حكمة بالغة فما تغني النذر﴾، ثم قال تعالى لنبيه ﷺ :﴿فتول عنهم﴾ ولم يقع أمره ﷺ بتركهم والإعراض عنهم والتولي إلى بعد حصول القصص في السورة المذكورة وأخذهم بكل طريق، وأول أمره بذلك ﷺ في سورة السجدة ﴿فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون﴾ ثم في سورة والذريات ﴿فتول عنهم فما أنت بملوم﴾ بأشد وعيد وأعظم تهديد بعقب كل قصة بقوله :﴿ولقد تركناها آية فهل من مذكر﴾ وقوله :﴿فكيف كان عذابي ونذر﴾ ثم صرف إليهم بما تقدم قوله :﴿أكفاركم خير من أولائكم أم لكم براءة في الزبر﴾ فبلغ ذلك أعظم
٣٤٤
مبلغ في البيان وإعذار، ثم قال تعالى :﴿وكل شيء فعلوه في الزبر﴾ ففرق سبحانه بسابق حكمته فيهم ﴿إنا كل شيء خلقناه بقدر﴾ وانقضى ذكر القصص فلم يتعرض لها مستوفاة على المساق فيما بعد إلى آخر الكتاب - فسبحان من رحم به عباده المتقين وجعله آية وأي آية باهرة إلى يوم الدين، وقطع عناد الجاحدين وغائلة المعتدين وجعله بياناً كافياً ونوراً هادياً وواعظاً شافياً - جعلنا الله سبحانه وتعالى ممن اهتدى واعتلق بسببه إنه أهل الاستجابة والعفو والمغفرة - انتهى.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٣٣٩


الصفحة التالية
Icon