وإفراده في قراءة أبي عمرو ويعقوب وحمزة والكسائي على أن الخشوع بلغ في النهاية من الشدة ونسبته إلى كل بصر على حد سواء، وجمع على لغة " أكلوني البراغيث " تفي قراءة الباقين بضم الخاء وتشديد الشين مفتوحة أو مستنداً المدعوين، والإبصار يدل بعض الإشارة إلى أن كل ذلك موزع على الأبصار.
ولما بين من حاله هكذا ما يدل على نكارة ذلك اليوم، بين كيفية خروجهم بياناً لما يلزم من تصوره زيادة الذعر فقال :﴿يخرجون﴾ أي على سبيل التجدد الأشرف فالأشرف ﴿من الأجداث﴾ أي القبور المهيأ لسماع النفخ في الصور ﴿كأنهم﴾ في كثرتهم وتراكم بعضهم على بعض من كبيرهم وصغيرهم وضعيفهم وقويهم ﴿جراد منتشر *﴾ أي منبث متفرق حيران مطاوع لمن نشره بعدما كان فيه من سكون مختلط ببعضه ببعض، لا جهة له في الحقيقة يقصدها لو خلى ونفسه.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٣٤٥
ولما كان الانتشار قد يكون وجه المهل والوقار، قال مبيناً أن الأمر على خلاف ذلك زيادة في هول ذلك اليوم وتقريراً لما تقدم من وصفه :﴿مهطعين إلى الدع﴾ أي مسرعين خائفين مقبلين بأبصارهم عليه لا يقعلون عنه، مادين أعناقهم نحوه مصوبي رؤوسهم لا يلتفتون إلى سواه كما يفعل من ينظر في ذلك وخضوع وصمت واستكانة.
ولما بين حال الكل حصر حال المبطلين فقال :﴿يقول﴾ أي على سبيل التكرار :﴿الكافرين﴾ أي الذين كانوا في الدنيا عريقين في ستر الأدلة وإظهار الأباطيل المضلة :﴿هذا﴾ أي الوقت الذي نحن فيه بما نرى من الأهوال ﴿يوم عسر *﴾ أي في غاية العسر الصعوبة والشدة، وذلك بحسب حالهم فيه.


الصفحة التالية
Icon