ولما كان هذا مما لم تجر عادة بعمومه وإن استطرد بجريانه منه في أشياء منه في أماكن متفرقة كأشخاص كثيرة، بين لهم وقته بقوله :﴿فإذا﴾ أي فيتسبب عن هذا الإرسال إنه إذا ﴿انشقت السماء﴾ من هوله وعظمته فكانت أبواباً لنزول الملائكة وغيرهم، وغير ذلك من آيات الله ﴿فكانت﴾ لما يصيبها من الحر ﴿وردة﴾ أي حمراء مشرقة من شدة لهيبه، وقال البغوي : كلون الفرس الورد وهو الأبيض الذي يضرب إلى حمرة وصفرة.
﴿كالدهان﴾ أي ذائبة صافية كالشيء الذي يدهن به أو كالأديم الأحمر والمكان الزلق، وآية ذلك في الدنيا الشفقان عند الطلوع وعند الغروب، وجواب ﴿إذا﴾ محذوف تقديره : علمتم ذلك علماً شهودياً أو فما أعظم الهول حينئذ ونحو ذا أن يكون الجواب شيئاً دلت عليه الآيات الآتية نحو : فلا يسأل أحد إذ ذاك عن ذنبه، وحذفه أفخم ليذهب الوهم فيه كل مذهب.


الصفحة التالية
Icon