ولما كان ألذ ما أفاده الإنسان منالنعم ما كان تسبب منه، قال ساراً لهم بذلك مع ما فيه من لذة المدح لا سيما والمادح الملك الأعلى، معظماً له بسياق الاستفهام المفيد للإثبات بعد النفي المفيد للاختصاص على وجه الإنكار الشديد على من يتوهم غير ذلك :﴿هل جزاء الإحسان﴾ أي في العمل الكائن من الإنس أو الجن أو غيرهم ﴿إلا الإحسان *﴾ أي في الثواب، فهذا من المواضع التي أعيدت فيها المعرفة والمعنى مختلف، روى البغوي بسنده عن أنس رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال :"هل تدرون ما قال ربكم ؟" قالوا : الله ورسوله أعلم، قال :"يقول : هل جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة" وذلك جزاء إحسان العبد في العمل في مقابلة إحسان ربه إليه بالتربية ﴿فبأيِّ آلاء ربكما﴾ أي النعم العظيمة الحسن من السيد الكريم العظيم الرحيم الجامع لأوصاف الكمال ﴿تكذبان *﴾ أبنعمة اللمس من جهة الفوق أم غيرها مما جعله الله سبحانه مثالاً في أن من أحسن قوبل بمثل إحسانه، وهذه الآية ختام ثمان آيات حاثة على العمل الموصل إلى الثمانية الأبواب الكائنة لجنة المقربين - والله الهادي.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٣٩٥
ولما كان قد علم مما ذكر أول هذا الكلام من الخوف مع ذكر وصف الإكرام،
٣٩٦


الصفحة التالية
Icon