ولما بين ما لهذا المقرض، بين بعض وصفه بالكرم ببيان وقته فقال :﴿يوم﴾ أي لهم ذلك في الوقت الذي ﴿ترى﴾ فيه بالعين، وأشار إلى أن المحبوب من المال لا يخرج عنه ولا سيما مع الإقتار إلا من وقر الدين في قلبه بتعبيره بالوصف فقال :﴿المؤمنين والمؤمنات﴾ أي الذي صار الإيمان لهم صفة راسخة ﴿يسعى﴾ شعاراً لهم وأمارة على سعادتهم ﴿نورهم﴾ الذي يوجب إبصارهم لجميع ما ينفعهم فيأخذوه وما يضرهم فيتركوه، وذلك بقدر أعمالهم الصالحة التي كانوا يعملونها بنور العلم الذي هو ثمرة الإيمان كما أنهم قدموا المال الذي إنما يقتنيه الإنسان لمثل ذلك جزامء وفاقاً.
ولما كان من يراد تعظيمه يعطى ما يجب وما بعده شريفاً ( ؟) في الأماكن التي يحبها قال :﴿بين أيديهم﴾ أي حيث ما توجهوا، ولذلك حذف الجار ﴿وبأيمانهم﴾ أي وتلتصق بتلك الجهة لأن هاتين الجهتين أشرف جهاتهم، وهم إما من السابقين، وإما من أهل اليمين، ويعطون صحائفهم من هاتين الجهتين، والشقي بخلاف ذلك لا نور له ويعطى صحيفته بشماله ومن وراء ظهره، فالأول نور الإيمان والمعرفة والأعمال المقولة، والثاني نور الإنفاق لأنه بالإيمان - نبه - عليه الرازي.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٤٤٢
ولما ذكر نفوذهم فيما يحبون من الجهات وتيسيره لهم، أتبعه ما يقال لهم من
٤٤٣
المحبوب في سلوكهم لذلك المحبوب فقال :﴿بشراكم لايوم﴾ أي بشراتكم العظيمة في جميع ما يستقبلكم من الزمان.


الصفحة التالية
Icon