فنم كذب بشيء على أحد منهم أوعمل عمل المكذب له لم يكن مؤمناً به ﴿أولئك﴾ أي الذين لهم الرتب العالية والمقامات السامية ﴿هم﴾ أى خاصة لا غيرهم ﴿الصديقون﴾ أي الذين هم في غاية الصدق والتصديق لما يحق له أن يصدقه من سمعه، وقال القشيري : الصديق من استوى ظاهره وباطنه، ويقال : هو الذي يحمل الأمر على الأشق ولا ينزل إلى الرخص، ولا يحتاج للتأويلات، ولما كان الصديق لا يكون عريقاً في الصديقية إلا بالتأهيل لرتبة لاشهادة قال تعالى :﴿والشهداء﴾ معبراً بما مفرده شهيد عاطفاً بالواو إشارة إلى قوة التمكن في كل من الوصفين، قال القشيري : هم لاذين يشهدون بقلوبهم بواطن الوصل ويعتكفون بأسرارهم في أوطان القربة، وزاد المر عظماً بقوله :﴿عند ربهم﴾ أي الذي أحسن إليهم بالقربة بمثل تلك الرتبة العالية من الشهادة لله بكل ما أرسل به رسله، والأنبياء الماضين على أممهم والحضور في جميع الملاذ بالشهادة في سبيل الله، قال مجاهد : كل مؤمن صديق وشهيد - وتلا هذه الآية ﴿لهم﴾ أي جميع من مضى من الموصفين بالخير ﴿أجرهم﴾ أي الذي جعله ربهم لهم ﴿ونورهم﴾ أي الذي زادهموه من فضله برحمته، أولئك أصحاب النعيم المقيم.


الصفحة التالية
Icon