بقوله :﴿في الأرض﴾ أي من منابتها ومياهها ونحو ذلك ﴿ولا في أنفسكم﴾ أي بموت ومرض وعين وعرض ﴿إلا﴾ هي كائنة ﴿في كتاب﴾ أي مكتوب لأنه مقدر مفروغ من القدم، وبين أن الكتابة حدثت بعد أن كان هو سبحانه ولا شيء معه بإدخال الجارّ فقال :﴿من قبل أن نبرأها﴾ أي نخلق ونوجد ونقدر المصيبة والأرض والأنفس، وهذا دليل على أن اكتساب العباد يجعله سبحانه وتقديره.
ولما كان ذلك متعذراً على الملخوق فهو أشد شيء تكرهاً له وقوفاً مع الوهم قال مؤكداً :﴿إن ذلك﴾ أي الأمر الجليل وهو علمه بالشيء وكتبه له على تفاصيله قبل كونه، ثم سوقه النفوس والأسباب إلى إخراجه بعد التكوين على مقدار ما سبق علمه به وكتبه له ﴿على الله﴾ أي على ما له من الإحاطة بالكمال ﴿يسير *﴾ لأن عمله محيط بكل شيء وقدرته شاملة لا يعجزها شيء.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٤٥٥


الصفحة التالية
Icon