يجلس فيه، والمراد بالمجلس جنس المكان الذي هم ماكثون به بجلوس أو قيام في صلاة أو غيرها لأنه أهل لأن يجلس فيه.
وذلك في كل عصر، ومجلس النبي ﷺ أولى بذلك، وقراءة عاصم بالجمع موضحة لإرادة الجنس ﴿فافسحوا﴾ أي وسعوا فيه عن سعة صدر ﴿يفسح الله﴾ أي الذي له الأمر كله والعظمة الكاملة ﴿لكم﴾ في كل ما تكرهون ضيقه من الدارين.
ولما كانت التوسعة يكفي فيها التزحزح مع دوام الجلوس تارة وأخرى تدعو الحاجة فيها إلى القيام للتحول من مكان إلى آخر قال :﴿وإذا قيل﴾ أيّ من قائل كان - كما مضى - إذا كان يريد الإصلاح والخير ﴿انشزوا﴾ أي ارتفعوا وانهضوا إلى الموضع الذي تؤمرون به أو يقتضيه الحال للتوسعة أو غيرها من الأوامر كالصلاة أو الجهاد وغيرهما ﴿فانشزوا﴾ أي فارتفعوا وانهضوا ﴿يرفع الله﴾ الذي له جميع صفات الكمال، عبر بالجلالة وأعاد إظهارها موضع الضمير ترغيباً في الامتثال لما للنفس من الشح بما يخالف المألوف ﴿الذين آمنوا﴾ وإن كانوا غير علماء ﴿منكم﴾ أيها المأمورون بالتفسح السامعون للأوامر، المبادرون إليها في الدنيا والآخرة بالنصر وحسن الذكر بالتمكن في وصف الإيمان الموجب لعلو الشأن بطاعتهم لرسوله ﷺ في سعة صدورهم بتوسعتهم لإخوانهم.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٤٩٥


الصفحة التالية
Icon