الوجوب ومثل النجوى كشخص له يدان يحتاج ان يطهر نفسه ليتأهل للقرب من الرسول ﷺ فقال :﴿بين يدي نجواكم﴾ أي قبل سركم الذي
٤٩٨
تريدون أن ترتفعوا به ﴿صدقة﴾ تكون لكم برهاناً قاطعاً على إخلاصكم كما ورد أن الصدقة برهان، فهي مصدقة لكم في دعوى الإيمان التي هي التصديق بالله تعالى ورسوله ﷺ وبكل ما جاء به عن الله تعالى، ومعظمه الإعراض عن الدنيا والإقبال على الآخرة، ولذلك استأنف قوله :﴿ذلك﴾ أي الخلق العالي جداً من تقديم التصدق قبل المناجاة يا خير الخلق، ولعله أفرده بالخطاب لأأنه لا يعلم كل ما فيه من الأسرار غيره.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٤٩٥
وعاد إلى الأول فقالك ﴿خير لكم﴾ أي في دينكم من الإمساك عن الصدقة ﴿وأطهر﴾ لأن الصدقة طهرة ونماء وزيادة في كل خير، ولذلك سميت زكاة ﴿خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها﴾ والتعبير بأفعل لأنهم مطهرون قبله بالإيمان.
ولما أمر بذلك، وكانت عادته أن لا يكلف بما فوق الوسع للتخفيف على عباده لا سيما هذه الأمة قال :﴿فإن لم تجدوا﴾ أي ما تقدمونه.


الصفحة التالية
Icon