ولما خص أشرف العبادات البدنية وأعلى المناسك المالية، عم فقال حاثاً على زيادة النور والبرهان اللذين بهما تقع المشاكلة في الأخلاق فتكون المناجاة عن أعظم إقبال وإنفاق فقال :﴿وأطيعوا الله﴾ أي الذي له الكمال كله فلم يشركه في إبداعه لكم على ما أنتم عليه أحد ﴿ورسله﴾ الذي عظمته من عظمته في سائر ما يأمر به فإنه ما أمركم لأجل إكرام رسولكم ﷺ إلا بالحنيفية السمحة، وجعل المحافظة على ذلك قائمة مقام ما أمركم به، ثم نسخه عنكم من تقديم الصدقة على النجوى.
ولما كان قد عفا عن أمر أشعر السياق بأنه وقع فيه تفريط، فكان ذلك ربما جرى على انتهاك الحرمات، رهب من جنابه بإحاطة العلم، وعبر بالخبر لأن أول الآية وبخ على أمر باطن ولم يبالغ بتقديم الجار لما فيها من الأمور الظاهرة.
فقال عاطفاً على ما تقديره : فالله يحب الذين يطيعون :﴿والله﴾ أي الذي أحاط بكل شيء قدرة وعلماً ﴿خبير بما تعملون *﴾ أي تجددون عمله، يعلم بواطنه كما يعلم ظواهره.


الصفحة التالية
Icon