احببتهم منذ فارقتهم، ولكن لم يكن أحد من المهاجرين إلا وله بمكة من يدفع الله به عن عشيرته، وكنت غريباً خليفاً فيهم، وكان أهلي بين ظهرانيهم فأردت أن أتخذ عندهم يداً يدفع الله بها عن أهلي، وقد علمت أن الله تعالى ينزل بهم بأسه، وأن كتابي لا يغني عنهم شيئاً، فقال لهم رسول الله ﷺ :"صدق ولا تقولوا له إلا خيراً"، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، فقال رسول الله ﷺ :"وما يدريك يا عمر لعل الله اطلع على أهل بدر
٥٥٠
فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"، ففاضت عينا عمر رضي الله عنه وقال : الله ورسوله أعلم، فأنزل الله ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم﴾ الآيات.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٥٤٧


الصفحة التالية
Icon