منهم - ممن له قوة على ما يحاولونه :﴿يا قوم﴾ استعطافاً لهم واستنهاضاً إلى رضى ربهم ﴿لم تؤذونني﴾ أي تجددون إذائي مع الاستمرار بالتواني في أمر الله والتقاعد عن فتح بيت المقدس مع قولي عن الله أنكم فاتحوها إن أطعمتموه وأن الله أقسم لآبائكم أنه ما نحكموها لا محالة.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٥٧٤
ولما كان هذا الاستفهام الإنكار موجباً لتوقع ما يأتي بعده من موجب التعظيم
٥٧٤
بدل الأذى، والتبيجيل والانقياد موضع التوقف والإباء، قال محققاً بحرف التحقيق مضمون الكلام :﴿وقد﴾ أي والحال أنكم ﴿تعلمون﴾ أي علمتم قطعياً مع تجدده لكم في كل وقت بتجدد أسبابه بما آتيتكم به من المعجزات وبالكتاب الحافظ لكم من الزيغ ﴿أني رسول الله﴾ أي الملك الأعظم الذي لا كفوء له ورسوله أيضاً يعظم ويحترم لا أنه تنتهك جلالته وتخترم ﴿إليكم﴾ لا أقول لكم شيئاً إلا عنه، ولا أنطق عن الهوى، فعصياني عصاينه مع أني ما قلت لكم شيئاً إلا تم، وإن كنتم قاطعين بخلافه فهي معصيته لا حامل عليها أصلاً إلا رداءة الجبلات.