ولما كان هذا موضحاً لما لوح به آخر تلك من البشارة في ظاهر النذارة، علل الإنزال أو استأنف ما فيه من واضح النذارة الموصل إلى المعاني المقتضية للبشارة، فقال مؤكداً لأجل تكذيبهم :﴿إنا﴾ أي على ما نحن عليه من الجلال ﴿كنا﴾ بما لنا من العظمة دائماً لعبادنا ﴿منذرين﴾ لا نؤاخذهم من غير إنذار، فلأجل رحمتنا لهؤلاء القوم وهم أرق الناس طبعاً وأصفاهم قلوباً وأوعاهم سمعاً نوصلهم بما هيأناهم به من ذلك إلى ما لم يصل غيرهم إليه ولم قاربه من المالي في الأخلاق والشمائل والاكتساب لجميع الفضائل.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٦٢


الصفحة التالية
Icon