ولما كان الذي أوردهم المهالك هو الكفر الذي تفرعت عنه جميع المعاصي، أفرد فقال :﴿بذنبهم﴾ أي في دار الجزاء كما كانوا يبالغون في التكذيب في دار العمل فلم يكن ينفعهم لفوات محله، أو أنه لم يجمع الذنب إشارة إلى أنهم كانوا كلهم في المبالغة في التكذيب على حد واحد، كما قال تعالى ﴿كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون أتواصوا به بل هم قوم طاغون﴾ [الذاريات : ٥٣] أو أن الإفراد أشد في التحذير من كثر الذنوب وقليلها حقيرها وجليلها.
ولما كانوا قد أبلغوا في كلتي الدارين في إبعاد أنفسهم عن مواطن الرحمة وتسفيلها إلى حال النقمة أنتج ذلك وسبب قوله :﴿فسحقاً﴾ أي بعداً في جهة السفل وهو دعاء عليهم مستجاب ﴿لاصحاب﴾ وأظهر تنبيهاً على عظيم توقدها وتغيظها وتهددها فقال :﴿السعير *﴾ أي الذي قضت عليهم أعمالهم بملازمتها.
٧٣
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٧١


الصفحة التالية
Icon