ولما نهاه ﷺ عن طاعة المكذبين وحذره إدهانهم وضرب لهم الأمثال، وتوعدهم إلى أن قال :﴿ذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم﴾ وختم بقصة يونس عليه السلام للتدريب على الصبر وعدم الضعف ولو بالصغو إلى المدهن، فكان التقدير تسبيباً عما فيها من النهي : فإنهم إنما يبالغون في أذاك لتضجر فتترك ما أنت فيه، قال عاطفاً على هذا المقدر مخبراً له بما في صدورهم من الإحن عليه وفي قلوبهم من الضغائن له ليشتد حذره من إدهانهم، مؤكداً لأن من يرى إدهانهم يظن إذعانهم وينكر لمبالغتهم فيه طغيانهم :﴿وإن﴾ أي وإنه ﴿يكاد﴾ وأظهر موضع الإضمار تعميماً وتعليقاً للحكم
١١٦
بالوصف فقال :﴿الذين كفروا﴾ أي ستروا ما قدروا عليه مما جئت به من الدلائل.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ١١٦