ولما كانت مخالفة القرآن للشعر خفية من حيث أنه لا يعرف ذلك إلا الشعراء وهم قليل في الناس، والأغلب لا يعرفون ذلك، ختم الآية بالإيمان الذي هو التصديق بالغيب فقال تعالى :﴿قليلاً ما تؤمنون *﴾ أي ما توجدون التصديق الذي هو الإيمان إلا إيجاداً أو زماناً قليلاً، وذلك لأني قد أخبرتكم بذلك في غير موضع فلم تصدقوا وفيكم شعراء كثير يعرفون معرفة تامة أنه مخالف للشعر، وقد أخبركم بعضهم بذلك كالوليد بن المغير وعتبة ابن ربيعة وغيرهما ثم لا تتبعون ذلك ثمرته، وهو الإيمان بالله ورسوله، وإيمانهم القليل إقرار من أقر من شعرائهم أنه ليس شعر، وإخلاصهم بالوحدانية عند الاضطرار وإفرادهم بالخالق بالخلق والربوبية، وهو إيمان لغوي لا شرعي، ولما كان من يعرف الشعر يعرف النثر فهو أعلى فقدمه، أتبه النثر فقال :﴿ولا بقول كاهن﴾ وهو المنجم الذي يخبر وهو المنجم الذي يخبر عن أشياء يوهمها لرئي يخبره بذلك، وأغلبها ليس لها صحة، وعبارته عن ذلك بالسجع المتكلف المقصود كونه سجعاً الذي كون المعنى فيه تابعاً للفظ للتحلية بمشاكلة المقاطع.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ١٣٨
ولما كانت مباينة القرىن للسجع خفية جداص لما فيه من الفواصل في الأغلب وتركها
١٣٨


الصفحة التالية
Icon