ولما صوره بهذه الصورة أشار إلى أن هذا ما تدركه العقول من وصفه وأنه أعظم
١٦٠
من ذلك فقال :﴿ذلك﴾ أي الأمر الذي هو في غاية ما يكون من علو الرتبة في العظمة ﴿اليوم الذي كانوا﴾ أي في حال الدنيا على غاية ما يكون من المكنة في الوعيد.
ولما كان الوعيد لا يتحقق إلا إذا كان من القادر، وإذا كان كذلك كان مخفياً موجعاً من غير ذكر من صدر عنه، بني للمفعول قوله :﴿يوعدون *﴾ أي يجدد لهم الإيعاد به في الدنيا في كل وقت لعلهم يتعظون فترق قلوبهم فيرجعون عماهم فيه من الجبروت، وهذا هو زمان العذاب الذي سألوا عنه أول السورة، فقد رجع كما ترى آخرها على أولها أي رجوع، وانضم مفصلها إلى موصلها انضمام المفرد إلى الجموع - والله الهادي إلى الصواب.
١٦١
جزء : ٨ رقم الصفحة : ١٥٧


الصفحة التالية
Icon