سورة نوح
جزء : ٨ رقم الصفحة : ١٦١
ولما ختمت " سأل " بالإنذار للكفار، وكانوا عباد أوثان، بعذاب الدنيا والآخرة، أتبعها أعظم عذاب كان في الدنيا في تكذيب الرسل بقصة نوح عليه السلام، وكان قومه عباد أوثان، وكانوا يستهزئون به وكانوا أشد تمرداً من قريش وأجلف وأقوى وأكثر، فلم ينفعهم شيء من ذلك عند نزول البلاء وبورك النقمة عليهم وإتيان العذاب إليهم، فلم ينفعهم شيء من ذلك عند نزول البلاء وبروك النقمة عليهم وإتيان العذاب إليهم، وابتدأها بالإنذار تخويفاً منعواقب التكذيب به، فقال مؤكداً لأجل إنكاهرم أن يكون الرسول بشراً أو لتنزيلهم منزلة المنكرين من حيث أقروا برسالته وطعنوا في رسالة غيره مع المساواة في البشرية :﴿إنا﴾ أي بما لنا من العظمة الباهرة البالغة ﴿أرسلنا نوحاً﴾ وهو أول رسول أتى بعد اختلاف أولاد آدم عليه السلام في دين أبيهم الأقوم ﴿إلى قومه﴾ أي الذين كانوا في غاية لاقوة على القيام بما يحاولونه وهم بصدد أن
١٦٢
يجيبوه إلى ما دعاهم إليه ويكرمونه لما بينهم من القرب بالنسب واللسان، وكانوا جميع أهل الأرض من الآدميين.
ولما بان مضى المرسِل والرسول والمرسَل إليهم، وكان الإرسال متضمناً معنى القول، أخذ في تفسيره بياناً للمرسل به فقال :﴿أن أنذر﴾ أي حذر تحذيراً بليغاً عظيماً ﴿قومك﴾ من الاستمرار على الكفر.
ولما كان المقصود " إعلامهم بذلك " في بعض الأوقات لأن الإنسان لا بد له من أوقات شغل بنفسه من نوم وأكل وغيره، أتى بالجار تخفيفاً عليه ورفقاً به عليه السلام فقال :﴿من قبل أن يأتيهم﴾ أي على ما هم من الأعمال الخبيثة ﴿عذاب أليم *﴾.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ١٦٢


الصفحة التالية
Icon