ولما كان المال يكون للإنسان الولد، وكان ينبغي ان يشكر الله الذي آتاه إياه ليكون له يراً في الدارين وكذا الولد قال :﴿ماله﴾ أي بكثرته ﴿وولده﴾ كذلك، وهو الجنس في قراءة التحريك - وكذا في قراءة ابن كثير والبصريين وحمزة والكسائي بالضم والسكون على أنه لغة في المفرد كالحزن والحزن والرشد والرشد، أو يكون على هذه جمعاً كالأسد والأسد، ويكون اختيار أبي عمرو لهذه القراءة في هذا الحرف وحده للإشارة بجمع الكثرة المبني على الضمة الكثرة المبني على الضمة التي هي أشد الحركات إلى أنهم - وإن زادت كثرتهم وعظمت قوتهم - فإن البسط لهم في الدنيا بذلك كان سبباً لطغيانهم وبطرهم واتباعهم لأهوائهم حتى كفروا واستغووا غيرهم فغلبوا عليهم فكانوا سبباً في شقائهم وخسراتهم بخسارتهم، وكان عندهم أنها زادتهم رفعة، وفي السياق دليل على أنهم ما حصلت لهم الوجاهة إلا بها.
١٧٣
جزء : ٨ رقم الصفحة : ١٧٠
ولما كانت كثرة الرؤساء قوة أخرى إلى قوتهم بمتاع الدنيا، وكان التقدير : فأمرتهم بالإيمان فأبوا وأمروهم بالكفر فانقادوا لهم، عطف عليه مبيناً لكثرتهم بضمير الجمع العائد على " من " عاطفاً على " لم يزده " المفردة الضمير للفظ جامعاً له للمعنى لتجمع العبارة الحكم على المفرد والجمع، فيكون أدل شيء على المراد منها فقال :﴿ومكروا﴾ أي هؤلاء الرؤساء في تنفير الناس عني - وأكد الفعل بالمصدر دلالة على قوته فقال :﴿مكراً﴾ وزاده تأكيداً بصيغة هي النهاية في المبالغة فقال :﴿كباراً *﴾ فإنه أبلغ من كبار المخفف الأبلغ من كبير، فلم يدعوا أحد منهم بذلك المكر يتبعني ﴿وقالوا﴾ أي لهم في أداني المكر الذي حصل منهم.


الصفحة التالية
Icon