قال ﷺ في قتلى أحد - "زملوهم بثيابهم ودمائهم" مع الإشارة إلى الإخفاء أيضاً بإدغام تاء التفعل، وربما أشار الإدغام إلى أن الستر بالثوب لم يعم جميع البدن، كما يأتي في المدثر على أن فيه مع ذلك إشارة إلى البشارة بالقوة على حمل أعباء ما يراد به، من قولهم : زمل الشيء - إذا رفعه وحمله، والازدمال : احتمال الشيء، وزملت الرجل على البعير وغيره - إذا حملته عليه، ومن زملت الدابة في عدوها - إذا نشطت، والزامل من حمر الوحوش الذي كأنه يظلع من نشاطه، ورجل إزميل : شديد، والزاملة : بعير يستظهر به الرجل لحمل طعامه ومتاعه عليه، ويقال للرجل العالم بالأمر : هو ابن زوملتها، وقال ابن عطاء : يا أيها المخفي ما تظهره عليه من آثار الخصوصية! هذا أوان كشفه، وقال عكرمة : يا أيها الذي حمل هذا الأمر، وقال السدي : أراد يا ألها النائم، وقال غيره : كان هذا في ابتداء الوحي بالنبوة، والمدثر في ابتداء الوحي بالرسالة، ثم خوطب بعد ذلك بالنبي والرسول :﴿قم﴾ أي في خدمتنا بحمل أعباء نبوتنا والزدمال بالاجتهاد في الاحتمال، واترك التزمل فإنه مناف للقيام.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢٠٢


الصفحة التالية
Icon