جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢٥٣
ولما كان الإنسان مطبوعاً على الترجح بين الأمور الممكنة تتعلق لما يغلب عليه من طبع الإلف وشدة الركون لما يألفه بأدنى شيء، عبر عما هو أهل للتحقق بالظن فقال :﴿وظن﴾ أي المحتضر لما لاح له من أمور الآخرة أو القائل " هل من راق " من أهله ﴿أنه﴾ أي الشأن العظيم الذي هو فيه ﴿الفراق *﴾ أي لما كان فيه من محبوب العاجلة الذي هو الفراق الأعظم الذي لا فراق مثله، ففي الخبر أن العبد ليعالج كرب الموت وسكراته وأن مفاصله ليسلم بعضها على بعض يقول : السلام عليك تفارقني وأفارقك إلى يوم القيامة :﴿والتفت الساق﴾ أي هذا النوع ﴿بالساق *﴾ أي انضمت إليها واتصلت بها ودارت إحادهما بالأخرى فكانتا كالشيء الواحد، وهو كناية عن الموت لأن المشي لا يكون إلا مع انفصال إحدى الساقين في مثل هذا السياق إلا في أمر شديد مثل " شمر عن ساق " وإذا اشتد حراب المتحاربين :" دنت السوق بعضها في بعض " فلا افتراق إلى عن موت أحدهما أو أشد من موته من هزيمته، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كناية عن اختلاط شدة آخر الدنيا بشدة أول الآخرة، وجواب إذ محذوف تقديره : زال تعلقه الذي كان بالدنيا وحبه لها وإعراضه عن الآخرة.