وقال بعضهم : هم أطفال المشركين لأنهم ماتوا على الفطرة، وقال ابن برجان : وأرى والله أعلم أنهم من علم الله سبحانه وتعالى إيمانه من أولاد الكفار يكونون خدماً لأهل الجنة كما كانوا لهم في الدنيا سبياً وخداماً، وأما أولاد المؤمنين فيلحقون بآبائهم سناً وملكاً سروراً لهم، ويؤيد هذا قوله ﷺ في ابنه إبراهيم عليه الصلاة والسلام "إن له لظئراً يتم رضاعه في الجنة" فإنه يدل على استقبال شأنه فيما هنالك وتنقله في الأحوال كالدنيا، ولا دليل على خصوصيته بذلك.
٢٧٢
ولما ذكر المخدوم والخدم شرع في ذكر المكان فقال :﴿وإذا رأيت﴾ أي أجلت بصرك، وحذف مفعوله ليشيع ويعم ﴿ثم﴾ هناك في أي مكان كان وأي شيء كان ﴿رأيت نعيماً﴾ أي ليس فيه كدر بوجه من الوجوه، ولما كان النعيم قد يكون في حالة وسطى قال :﴿وملكاً كبيراً *﴾ أي لم يخطر على بال مما هو فيه من السعة وكثرة الموجود والعظمة أدناهم وما فيهم دني الذي ينظر في ملكه مسيرة ألف عام يرى أقصاه كما يرى ومهما أراده كان.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢٧١
ولما ذكر الدار وساكنيها من مخدوم وخدم، ذكر لباسهم بانياً حالاً من الفاعل والمفعول :﴿عليهم﴾ أي حال كون الخادم والمخدوم يعلو أجسامهم على سبيل الاستئناف ﴿ثياب سندس﴾ وهو ما رق من الحرير ﴿خضر﴾ رفعه الجماعة صفة لثياب، وجره ابن كثير وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم صفة لسندس حملاً على المعنى فإنه اسم جنس ﴿وإستبرق﴾ وهو ما غلظ من الديباج يعمل بالذهب، أو هو ثياب حرير صفاق نحو الديباج - قاله في القاموس، رفعه ابن كثير ونافع وعاصم ونسقاً على ثياب، وجره الباقون على سندس.


الصفحة التالية
Icon