ربه} أى
٣١٣
المحسن إليه بإيجاده وتقريبه وتدبيره أمر إرساله وتقديره ﴿بالواد المقدس﴾ أي المطهر غاية التطهر بتشريف الله له بإنزال النبوة المفيضة للبركات، ثم بينه بقوله :﴿طوى *﴾ وهو الذي طوى فيه الشر عن بني إسرائيل ومن أراد الله من خلقه ونشر بركات النبوة على جميع أهل الأرض المسلم بإسلامه، وغيره برفع عذاب الاستئصال عنه، فإن العلماء قالوا : إن عذاب القبر - أي عذاب الاستئصال - ارتفع حين أنزلت التوراة.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٣١٢
وهو واد بالطور بين أيلة ومصر.
ولما ذكر المناداة فسر ثمرتها بقوله مستأنفاً منبهاً لأصحاب الشهوة المعجبين المتكبيرين، وقد أرشد السياق إلى أن التقدير، نناداه قائلاً :﴿اذهب إلى فرعون﴾ أي ملك مصر الذي كان استعبد بني إسرائيل ثم خوّف من واحد منهم فصار يذبح أبناءهم خوفاً منه وهو أنت فربيناك في بتيه لهلاكه حتى يعلم أنه لا مفر من قدرنا، فكنت أعز بني إسرائيل، وكان سبب هلاكه معه في بتيه بمرأىً منه ومسمع وهو لا يشعر بذلك ثم قتلت منهم نفساً وخرجت من بلدهم خائفاً تترقب.


الصفحة التالية
Icon