ولما كان التقدير : فذهب إليه كما أمره الله تعالى، فقال له ذلك فطلب الدليل على صحة الرسالة واستبعد أن يختص عنه بهذه المنزلة العلية وقد رباه وليداً ﴿فأراه﴾ أي فتسبب عن طلبه له أنه دل على صدقه بأنه أراه ﴿الآية﴾ أي العلامة الدالة على ذلك ﴿الكبرى *﴾ وهي قلب العصا حية أو جميع معجزاته ﴿فكذب﴾ أي فتسبب عن رؤية ذلك أنه أوقع التكذيب بشيء إنما يقتضي عند رؤيته التصديق ﴿وعصى *﴾ أي أوقع العصيان، وهو الإباء الكبير والتكبر عن امتثال مادعي إليه مجموعاً إلى التكذيب بعد إقامة الدليل على الصدق وتحقق الأمر.
ولما كان التمادي على التكذيب ممن رأى وعرف الحق ولا سيما إذا كان كبيراً مستبعداً جداً، أشار إليه بأداة التراخي مع دلالتها على حقيقة التراخي أيضاً فقال :﴿ثم أدبر﴾ أي فرعون بعد المهلة والأناة إدباراً عظيماً بالتمادي على أعظم مما كان فيه من الطغيان بعد خطوب جليلة ومشاهد طويلة.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٣١٥


الصفحة التالية
Icon